الشيخ علي سلمان ضحية إخفاق العدالة في البحرين

د. ريما شعلان

زوجة الشيخ علي سلمان معتقل الرأي المحكوم بالسجن المؤبد

 

شارك غالبية المواطنين البحرينيين المستبعدين من المشاركة في إدارة شؤون بلادهم والذين عانوا طويلاً من الظلم والاضطهاد أساس طائفي في موجة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في البحرين في فبراير 2011 ، منذ ذلك الحين قمعت السلطة البحرينية الاحتجاجات السلمية بالقوة المفرطة والملاحقة القضائية.

قد يعتقد البعض أن هذه الاحتجاجات قد هدأت وأن البحرين قد استعادت استقرارها، ولكن الشوارع غالباً ما تكون فارغة من الاحتجاجات لأن الاعتقال يظل مصير أي مواطن يقدم على الاحتجاج سلمياً مطالبا بتحقيق الحرية والكرامة.

على سبيل المثال، الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق وهي أكبر كتلة معارضة في البحرين، هو أحد هؤلاء الضحايا، وكان الشيخ علي قد اعتقل في 28 ديسمبر / كانون الأول 2014 وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بسبب ممارسته حرية التعبير.

لقد شارك الشيخ علي بلا كلل في كل الدعوات نحو تصحيح الأوضاع السياسية والمشاركة الفعالة للمواطنين في إدارة شؤون بلادهم ووقف الاضطهاد والتمييز بينهم، لكن السلطة في البحرين لم تكتف بمعاقبته بالسجن أربع سنوات، بل عادت مجدداً وقبل انقضاء مدة عقوبة السجن بمدة قصيرة ووجهت له اتهاماً كيدياً آخر بالتخابر مع قطر تزامناً مع الخلاف الخليجي القطري الذي بدأ في يونيو 2017.

وبعد محاكمة افتقرت لمعايير المحاكمة العادلة حكم عليه بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 بالسجن المؤبد وبالرغم من خطورة هذه الجريمة إذ تصل عقوبتها في القانون البحريني إلى الحكم بالإعدام إلا أن الشيخ علي سلمان اتصف بالهدوء والسكينة والقوة والثبات وظل متمسكاً بمبادئ الديمقراطية خلال جميع مراحل ودرجات المحاكمة.

يشهد الجميع حتى في أشد حالات الخصومة على أن الشيخ علي سلمان كان ولا يزال مدافعاً عن الإصلاح والسلام، وقد دعت كل خطاباته إلى التسامح والحوار الجاد وتجاوز الخلافات واطلاق مصالحة وطنية لإخراج البلاد من حالة التوتر وإدخالها في حالة من الاستقرار، لكن السلطة في البحرين أصرت على عزل الشيخ علي سلمان وشخصيات أخرى في المعارضة (التي تقضي أيضا عقوبة السجن المؤبد) عن العالم الخارجي وعن الساحة العامة بشكل تام، لهذا السبب استفادت من الخلاف الخليجي القطري وسارعت لاتهامه بالتخابر مع قطر.

في 28 ديسمبر 2021 سيكمل الشيخ علي سلمان عامه السابع في الاعتقال لكونه من الشخصيات البارزة في النضال السلمي نحو الحرية والديمقراطية والداعية إلى مستقبل مشرق إلى البحرين.

وبالرغم من سنوات السجن الطويلة والشاقة، فأن يد الشيخ علي سلمان ظلت دائماً ممدودة نحو حل وطني يلبي تطلعات الناس نحو الديمقراطية والتي من خلالها ستنعم البحرين بالأمان والاستقرار.