كغيره من الأحرار القابعين خلف قضبان الظلم والجور، بدأ زوجي محمد فخراوي إضرابه المفتوح ردا على الإنتهاك الجديد لحقوق الموقفين بسجن الحوض الجاف، فبعد أن أقدم عدد هائل من المعتقلين على كتابة خطاب للجهات الرسمية للمطالبة بإزالة الحاجز الزجاجي الذي يقف عائقا بين المعتقل و أسرته، والذي لا يحتوي إلا على بضعة ثقوب صغيرة يكاد لا يتسرب منها حديث الاشتياق والحنين بين الأسرى و ذويهم، جاء الرد على هذا الخطاب بخطوة استفزازية جديدة تتمثل في وضع هواتف بكبائن الزيارة و التهيئة لسد تلك الثقوب عوضا عن إزالة الحاجز الزجاجي.
Uncategorised
رسالة زوجة المعتقل محمد فخراوي: زوجي بدأ إضرابه عن الطعام في حوض الجاف إحتجاجاً على انتهاك حقوق السجناء في حوض الجاف #البحرين
منذ أن تم نقل زوجي للتوقيف بسجن الحوض الجاف تحفظت كثيرا على اصطحاب أبنائي لزيارة والدهم، واكتفيت بزيارته وحيدة تارة ومع رضيعتي فاطمة تارة أخرى، ولكن الفراق طال و أخذ الحنين مأخذه من قلب أبنائي، فقررت اصطحابهم لزيارة والدهم، تلك الزيارة التي لن تغادر ذهني أنا و أبنائي مدى الحياة، ابنتي نور ذات العامين، أخذت تكرر على مسامع والدها ببراءة “بابا حط خدك على الزجاج عشان أبوسك”، نعم إبنتي التي أمضت على صغر سنها عامين أميرة مدللة في كنف والدها، ولا يكاد ينقضي يوم دون أن تنال حصة وافرة من دفئ أحضان والدها و قبلاته، الآن تضطر لتقبيل جدار زجاجي بارد في محاولة لمحاكاة لقائها اليومي بوالدها قبل أن ينتزع ذلك الأب منها دون وجه حق. أما إبني كريم فبعد انقضاء الزيارة طلب مني عدم اصطحابه لرؤية والده مجددا، مبررا طلبه بأن لا يريد رؤية والده من خلف جدار لأنه لا يتمكن من لمسه ولا تقبيله.
لا أعلم إلى متى يدوم هذا الإضراب، ولا حتى عواقبه، كل ما أملكه اليوم هوى الدعاء لمن فاقت قدرته كيد الكيدة، والطلب منكم أحبتي ألا تنسوا معتقلينا من الدعاء، فرج الله عنهم جميعا وجمعنا بهم في القريب العاجل.