صباح الحرية والعدالة لجميع المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين و في كل الدول القمعية.
انا ابتسام الصائغ مدافعة عن حقوق الإنسان من البحرين و عضو في منظمة سلام للديمقراطية و حقوق الإنسان.
كما انني تحولت في بلدي إلى ضحية بسبب عملي وايماني بالآليات الحقوقية.
حيث أن مسلسل استهدافي مستمر وسأسلط الضوء عن بعضه ولا أستبعد ان وجودي بينكم مدعاة للمزيد من الانتقام لان المطلوب منا التوقف و السكوت عن كل الجرائم ضدنا وضد عوائلنا.
عند عودتي من دورة جنيف 37 في مارس عام 2017 تم استجوابي في مطار البحرين و حرماني من التواصل بعائلتي الذين كانوا بانتظاري لأكثر من 6 ساعات من قبل الجهاز الأمن الوطني. تعرضت خلالها للإستجواب و بالخصوص عن مشاركاتي بمجلس حقوق الإنسان، و السؤال عن باقي المشاركين البحرينين الذين فضلوا البقاء في الخارج و تم تهديدي لأنهم اعتبروا مشاركاتي تحدي لهم. تم تفتيشي تفتيش دقيق لأكثر من مرة و مصادرة جميع الكتب الصادرة عن المفوضية السامية لحقوق الانسان، و بعدها سمح لي بالإتصال حيث تم إخلاء سبيلي بعدها بساعة. صُدر مني وثيقة السفر التي تحتوي تأشيرة لمدة 5سنوات الى سويسرا.
كان استهدافي التالي الأقسى فتفاصيلة مؤلمة جداً. حيث وردني اتصال للحضور إلى المقر الأمني بمنطقة المحرق وهو مجمع خدمات مدنية. وكنت قد دعيت له مسبقاً للإستجواب والتهديد، ويوجد فيه مقر غير قانوني تابع للجهاز الامن الوطني، ولكن كان هناك تخوّف من ذهابي في يوم اجازة رسمية، و بسبب أن الظروف خلال تلك الفترة كانت مرعبة لأن القوات الأمنية استهدفت تجمع في منطقة الدراز ذهب ضحيته 5 من المتجمهرين و إعتقال مئات المتجمعين والتصعيد الأمني في أقصى الظروف، ولكن فضلت الذهاب حتى لايتم اقتحام منزلي.
ذهبت مع المحامي، ولكن لم يسمح له بالدخول بل تم تهديده عندما أصرّ على الدخول مستند بالقانون. بعد إخراجه تغيرت الظروف. حيث تم تصميد عيني بعد جوله سريعة في المقر و كانت الاصوات مرتفعة حولي٠ وقد تم اقتيادي الى عدة غرف وفي كل غرفة ظروف التعذيب مختلفة منها الضرب و الركل والتركيز على منطقة الرأس و الجانب الأيسر من جسمي و من ثم قاموا بالتحرش بي جنسياً و من ثم أمر أحدهم بإنزال البنطال و ممارسة الإعتداء الجنسي وأمر الآخر الذي يقيّد يدي من الخلف ويبدوا عليه بانه ذو بنية ضخمة التحرش بي من الخلف. كانت لحظات مرعبة خلالها كنت أصرخ “هل يعلم الملك ماذا تفعلون” و ردّ أحدهم “لدينا ضوء أخضر من الرئيس ترامب و هنا لا تصرخين لانه لن يسمعك احد و لن ينقذك من ايدينا لا المنظمات الدولية ولا الامم المتحدة وحتى المفوض السامي للأمم المتحدة زيد بن رعد و حتى الله لا نعرفه في هذه الغرفة”. أغمي علي و تم سكب الماء و استمرار التعذيب والطلب مني بعد تهديد بإمكانية اغتصابي و استهدافي واستهداف عائلتي في قضايا جنائية مختلقة، وان لدي ساعة من بعد خروجي بكتابة تغريدة اكتب فيها توقفي عن العمل الحقوقي و اغلاق كل الحسابات التواصل وقطع التواصل مع الضحايا أو المنظمات وعلى رأسهم منظمتي. خرجت وانا مصابة بإنهيار عصبي و لا أستطيع المشي لان طوال 7 ساعات التعذيب طلب مني الوقوف وفتح رجلي . الكثير من التفاصيل لا أستطيع ذكرها في هذه الدقائق ولكن شعوري انني فريسة بين الوحوش أدق تشبيه. خرجت و كسرت الصمت بعد اسبوع وفضحت ما حدث لي وجاء الانتقام باقتحام منزلي بشكل غير قانوني و سرقة ممتلكاتي و مصادرة أجهزة هواتف جميع أفراد عائلتي، و اعتقالي و توقيفي لمدة أربعة أشهر في ظروف قاسية. لقرابة الشهرين كنت في الحبس الانفرادي مضرب عن الطعام لمدة 31 يوما إعتراضاً على الإعتقال التعسفي و الحرمان من الالتقاء بعائلتي. بسبب نجاح الضغط الدولي أخلي سبيلي ولكني مازلت اطالب بمحاسبة من قام بتعذيبي و مستمر في مناصرة قضايا الضحايا.
من خلال هذا اللقاء الذي يجمعني بكم اتمنى أن نعمل على المزيد من الضغط للإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان أمثال عميد الحقوقين البحرينين وضحية التعذيب الأستاذ عبدالهادي الخواجة المحكوم بالمؤبد والذي استهدفت عائلته و إعتقال ابنتاه الناشطين في مجال حقوق الإنسان زينب و مريم الخواجة، والملهم الحقوقي الأستاذ نبيل رجب و صوت الضحايا الأستاذ ناجي فتيل، وذو الإحتياجات الخاصة الدكتور عبدالجليل السنكيس، والكبير في السن الناشط الأستاذ برويز جواد، و العمل على مساندة عموم المدافعين عن حقوق الانسان و التحرك معاً للمطالبة بحقوقهم ضمن الإجراءات الخاصة والطارئة.
لكم مني جميعاً خالص التحية والتقدير.