بِسْم الله الرحمن الرحيم
نقف اليوم في هذه الوقفة التضامنية، كنشطاء حقوقيين سواء بشكل فردي او مؤسسي من الداخل والخارج من أبناء الوطن او المهتمين بحقوق الانسان حول العالم، لنعطي لهذه الشخصية الحقوقية المخضرمة بعضاً من حقها ونؤدي بعض الجميل من البذل الذي أعطته هذه الشخصيه ولا زالت للبحرين وابنائها والإنسانية جمعاء بشكل عام.
نبيل رجب احد أعمدة العمل الحقوقي في البحرين والمنطقة وشخصية عالمية بإمتياز، لقد بذلت هذه الشخصية الكثير من وقتها وجهدها وإمكانياتها و وقت عائلتها وضحت بما تستطيع في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان محلياً و دولياً وكانت بلسماً للكثير من ضحايا الانتهاكات من أسر وعوائل وأبناء معتقلين والضحايا، هذه الشخصية التي عملت بجد ودون تعب او كلل او طلب مقابل، هي شخصية من شخصيات حقوقية بارزة ضحت ولازالت لتحقيق الحرية والعدالة والحقوق المدنية والسياسية لشعوبها المضطهدة، هم يمثلون مفخرة لنا كحقوقيين ولشعبنا وبالتاكيد لعوائلهم التي تشاركهم التضحية في سبيل كرامة وعزة الانسان البحريني بالدرجة الاولى.
لقد قدم نبيل رجب نموذجاً مبتكراً وجديداً في العمل الحقوقي الفردي والمؤسسي، فلقد كان حاضراً بنفسه للرصد والتواصل وفي الإعلام والمحافل الدولية لبيان الواقع الحقوقي وتوثيقه على الأرض وإيصال صورة الانتهاكات المستمرة في البحرين بشفافية عبر الإعلام العام ومواقع التواصل الإجتماعي وتقديم التقارير المحترفة والمحايدة، مع الضحايا يكتب ويوثق معاناتهم ويبلسم جراحاتهم ويوصل صوتهم ويحاول مساعدتهم ورفع الظلم عنهم، وفي المستوي المؤسسي استمر نبيل رجب في قيادة مركز البحرين لحقوق الانسان خلفاً للأستاذ المؤسس عبد الهادي الخواجه والمحكوم بالمؤبد وصنع حقوقيين محترفين ومضحين يسيرون على طريقه ونموذجه ورسم تحالفات حقوقية محلية ودولية لتقوية العمل المؤسسي ورفع فاعليته وتأثيره، وهذا ما يجعل العمل الحقوقي في البحرين اليوم متماسكاً قوياً وَذَا قاعدة صلبة لن يتأثر بغيابه بل يجعل نبيل النموذج والمشروع حاضراً دائماً في عمل زملاءه وأصدقائه وعبر قيمه ومبادئه ومؤسسته وتحالفاته وتلاميذه السائرون على طريقه وطريقته.
ان إستهداف نبيل رجب الشخصية الحقوقية العالمية والوطنية المميزة تأتي في توقيت لافت وخطير، فبرغم ان هذا الإستهداف يجر الكثير من الانتقادات والإستنكار من المجتمع الدولي على السلطات في البحرين الا إننا نشهد إستمرار إعتقاله والمضي في محاكمته بدون مبرر او تهمة سوى كونه حقوقي وإنسان حر بإمتياز.
ان توقيت إعتقال نبيل رجب مع مجموعة من الإجراءات والخطوات التي تستهدف حرية الرأي والتعبير بشكل أساسي ونشطاء وشخصيات وقيادات حقوقية ومجتمعية وسياسيه ودينية تعطي مؤشراً لمدى خطورة المرحلة التي يراد ان يغيب فيها نبيل رجب وتعبّر عن ضيق صدر السلطات البحرينية بحرية الرأي والانتقاد الإيجابي الذي يهدف لمصلحة الوطن وانسانه.
ان هذا الإعتقال والمحاكمة التي تتزامن مع غيرها من الإجراءات القمعية التي قوننتها السلطة وكيّفتها بحسب ما تريد وخارج منظومة حقوق الانسان الذي يفرض بها التزامه، إنما ينسف بشكل واضح إدعاءاتها بالإلتزام بالقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة لحقوق الانسان وتوصيات مجلس حقوق الانسان والإدعاء بتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وهو ما يجب ان يسترعي الرأي العام و المجتمع الدولي ويثير قلقهم من الوضع الحقوقي في البحرين والقادم الذي ينتظر إنسان هذا البلد من إنتهاكات حتمية أحد مؤشراتها التضييق على الحقوقيين وإعتقالهم ومنعهم من السفر وتجريم عملهم وآرائهم.
اننا اليوم كحقوقيين وفي هذا الظرف الإستثنائي نشدد على وجوب إطلاق سراح الحقوقي نبيل رجب وبقية سجناء الرأي بشكل عاجل وفوري والإلتزام بشرعة الامم المتحدة لحقوق الانسان ونؤكد على وجوب ان يتخذ المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس حقوق الانسان الإجراءات المناسبة والضرورية لإيقاف مسلسل الإستهدافات والإنتهاكات التي من شأنها زيادة التوتر والاحتقان مما يؤثر سلباً على مصلحة الوطن وإنسانه.
نحن في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان وفي هذه الوقفة نؤكد على استمرارنا في النضال الحقوقي بما نستطيع من رصد وتواصل ودفاع عن الحقوق والضحايا، ونستكمل بذلك مسيرة الحقوقي نبيل رجب وزملاءه المنضالين الحقوقيين وإن هذه الإستهدافات والمحاكمات إنما تزيد الفاتورة على الوطن والمواطن وتعزز قناعتنا بوجوب الإلتزام بالقانون الدولي والعمل بشرعة الامم المتحدة لحقوق الانسان.
وأخيراً إننا نؤكد على ضرورة الإحتذاء بنموذج الحقوقي نبيل رجب لذا سنستمر في الحضور الفاعل على كل المستويات الحقوقية وسنقف مع الضحايا ونوصل صوتهم وندافع عن حقوقهم ونبلسم جراحهم لان ذلك ما تقتضيه مسئوليتنا الإنسانية ومصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الاولى على تراب هذه الأرض الطيبة.
منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان
1 أغسطس 2016