منتدى البحرين ومنظمة سلام: تحديث حقوقي حول إصابات السجناء بكورونا في البحرين

28 مارس/آذار 2021

منتدى البحرين ومنظمة سلام: تحديث حقوقي حول إصابات السجناء بكورونا في البحرين

يفيد منتدى البحرين لحقوق الإنسان ومنظّمة سلام للديمقراطيّة وحقوق الإنسان عِلماً بأنّه بتاريخ 23 مارس/آذار 2021 تأكّدت أوّل إصابة لمعتقل رأي بفايروس كورونا في سجن جو المركزي في البحرين. وقد بلغ عدد حالات معتقلي الرأي المصابين (39) حالة حتّى اليوم، لافتين إلى أنَّ تفشي الفايروس في السجون سيعرِّض المحتجزين والموظفين إلى خطر وشيك.

مع الإشارة إلى أنّ ثلاث من المصابين يعانون من أمراض مزمنة هم فاضل محمد رضا بداح، أحمد محمد صالح، ومحمد السنكيس. بالإضافة إلى أنّ معتقلي الرأي عامّةً يقبعون في زنازين وعنابر مكتظّة جدّاً. قد تأكّد أنّ أربع من المصابين المذكورين يقبعون في عنبر يحوي أكثر من 150 معتقل رأي، وهو العنبر رقم 2 في المبنى رقم 21 في سجن جو المركزي.

وأشار المنظمتين إلى أنَّ الإفراج عن السجناء في ظلّ ” جائحة كورونا” أقل وأبطأ مما يجب؛ حيث تم رصد 677 حالة إفراج عن سجناء رأي منذ مارس 2020، بينهم حالات عديدة كانت أنهت أحكامها.

وأشارت المنظمتين إلى أنَّ أشد أشكال التعذيب وسوء المعاملة في السنوات الأخيرة  التي تم رصدها في السجون هي “الحرمان من العلاج”؛ حيث تم رصد 776 حالة انتهاك للحق في تلقي العلاج المناسب واللازم منذ يناير/كانون الثاني 2018 لغاية 15 مارس/آذار 2021.

لقد سبب تردي أوضاع السجون في حالات سابقة إلى رفع العديد من الشكاوى، وأدَّت إلى العديد من الاحتجاجات التي تطالب إدارات السجون بتلبية القواعد الدنيا لمعاملة السجناء. أبرز تلك الاحتجاجات ما حدث في اضطرابات في سجن الحوض الجاف في العام 2013، واضطرابات سجن جو المركزي في العام 2015.

وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان السيّدة ميشيل باشيليت قد أعربت في بيان صادر بتاريخ 25 آذار/مارس 2020 عن قلقها الشديد إزاء اكتظاظ السجون في عدد من دول العالم حيث يقبع الكثيرون في ظروف غير نظيفة وغير صحية،  الأمر الذي قد يكون سببا في انتشار أوسع لفيروس كورونا، داعية إلى إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من السجناء كإجراء حاسم للحدّ من تفشي داء كوفيد-19.

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان قد تطرقت في بيانها إلى أوضاع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وقالت إن على الحكومات إطلاق سراح كل شخص ليس موقوفا على أسس قانونية، بمن فيهم السجناء السياسيون ومعتقلو الرأي. وبعد إطلاق سراحهم، ينبغي أن يخضعوا إلى الفحوصات والإجراءات الطبية اللازمة، للتحقق من خلوهم من الأمراض وتقديم الرعاية اللازمة للمحتاجين إليها ومتابعة أوضاعهم الصحية.

واستشهدت السيّدة باشيليت بقانون حقوق الإنسان الدولي بهذا الصدد ودعت الدول إلى الالتزام بواجباتها إزاء السجناء، “بحسب قانون حقوق الإنسان الدولي، فإن الدول ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي خطر محدق بالصحة العامة وضمان تقديم الرعاية الطبية لكل من يحتاج إليها.”

سبق أن حذرنا حكومة البحرين من خطر وصول جائحة كورونا الى داخل السجون في بيان موقع من ٦٧ منظمة حقوقية عربية ودولية ، واليوم نجدد توصياتنا من خطر وقوع ضحايا داخل السجون 

https://salam-dhr.org/?p=4009

إنَّ المسؤولية الإنسانية والقانونية على حكومة البحرين أن تضمن وتكفل الصحة للمواطنين والمقيميين بما فيهم السجناء وتوفير الحماية لهم جميعاً من الأمراض المعدية والأكثر فتكاً، وإنَّ احتجاز أعداد هائلة من الأفراد يشكل عائقا كبيرا جداً أمام الرعاية الصحية في ظل انتشار وباء خطير مثل جائحة كورونا، والوقاية التي ينصح بها الأطباء وذوي الاختصاص تكون عبر التباعد الاجتماعي والجسدي وهذا لا يتحقق في السجون؛ لذا بات لزاماً على الحكومة اتخاذ إجراءات سريعة وإطلاق سراح السجناء، والالتزام بواجباتها إزاء السجناء بحسب قانون حقوق الإنسان الدولي “فإنَّ الدول ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أي خطر محدق بالصحة العامة وضمان تقديم الرعاية الطبية لكل من يحتاج إليها.”

وفيما يلي أسماء المعتقلين المصابين بمرض فيروس كورونا (19-COVID):

معتقلي الرأي المصابين بفايروس كورونا 

الرقم

الإسم

المنطقة

تاريخ الفحص

ملاحظات عامة

1

هاني أحمد عيسى مرهون

السنابس

22-Mar-2021
2

ناصر يعقوب يوسف ناصر

عذاري

23-Mar-2021
3

فاضل محمد رضا علي حسن ابراهيم بداح

سترة

23-Mar-2021

يعاني من أمراض مزمنة كالصرع

4

حسين سعيد ابراهيم حسن علي

سترة

23-Mar-2021
5

سامي جعفر عباس محمد علي الشيخ

المعامير

23-Mar-2021
6

محمد عبدالله يوسف أحمد السنكيس

السنابس

23-Mar-2021

يعاني من أمراض مزمنة 

7

 السيد علي موسى جعفر علوي حسين

الدراز

23-Mar-2021
8

أحمد جعفر العجوز

النويدرات

23-Mar-2021
9

أحمد محمد صالح جاسم حسن علي

بني جمرة

24-Mar-2021

يعاني من أمراض مزمنة 

10

السيد محمود شرف

24-Mar-2021
11

مجتبى صادق حسن علي عبدالله عيسى

 أبوقوة

24-Mar-2021
12

عبدالعزيز جعفر عبدالعزيز أحمد جواد

باربار

24-Mar-2021
13

السيد أحمد علوي جواد محفوظ علي

24-Mar-2021
14

حسن جواد المخَوضِر

السنابس

25-Mar-2021
15

نوح عبدالله حسن أحمد حسن آل أمروم

عالي

25-Mar-2021
16

علي عباس حسن علي أحمد العصفور

الدراز

25-Mar-2021
17

عبدالله قاسم

26-Mar-2021
18

 السيد قاسم جليل

26-Mar-2021
19

السيد نزار نعمة باقر علي يوسف الوداعي

عالي

26-Mar-2021
20

هادي ابراهيم محمد أمين ابراهيم العرب

بني جمرة

26-Mar-2021
21

محمد جعفر طالب جعفر عبدالله الغسرة

بني جمرة

26-Mar-2021
22

خليل ابراهيم عبدالرسول

الدراز

26-Mar-2021
23

ناصر فيصل النبول

سترة

26-Mar-2021
24

علي فريخ

عالي

26-Mar-2021
25

منصور الناصري

عالي

26-Mar-2021
26

حسين علي جمعة

الديه

26-Mar-2021
27

علي أحمد جعفر أحمد ليث

دار كليب

26-Mar-2021
28

مصطفى عبدالكريم ابراهيم علي حسن خاتم

كرزكان

26-Mar-2021
29

السيد أحمد علي

الشاخورة

26-Mar-2021
30

أحمد حميدان

27-Mar-2021
31

حسين يونس

27-Mar-2021
32

عباس ابراهيم حسن آل ماجد

27-Mar-2021
33

عبدالجبار عبدالحسين

توبلي

27-Mar-2021
34

حسين علي صالح المرزوق

27-Mar-2021
35

أحمد علي يوسف جاسم

27-Mar-2021
36

صادق عبدالله الإثناعشر

الدراز

27-Mar-2021
37

مازن منصور أحمد الونّة

سترة

27-Mar-2021
38

عباس أحمد خميس

27-Mar-2021
39

أحمد جابر رضي

27-Mar-2021

ظروف الاحتجاز في سجن جو المركزي وضعف العناية الصحية 

تشير بعض الإفادات الواردة من قبل المعتقلين إلى أن المباني الجديدة أسوأ من المباني القديمة؛ وذلك لأنها لا تتوفر فيها تهوئة طبيعيّة وتنحصر التهوئة فيها على شبكة مكيّفات مرتبطة ببعضها البعض تتحكّم في تشغيلها إدارة السجن وتُستخدم كوسيلة تعذيب أحياناً؛ وفي بعض الحالات عند ذروة برودة الطقس في فصل الشتاء تقوم إدارة السجن بتعمّد تشغيل مكيّف التبريد لزيادة نسبة برودة الزنازين مع مصادرة (اللحافات) من المعتقلين بغاية إساءة معاملتهم.

وأما المباني القديمة مثل المبنى رقم 4، فإن التكييف فيه غير مشترك ولكن التهوئة الطبيعية فيه تنحصر على نوافذ صغيرة جدّاً موجودة في الأعلى، لا يمكن فتحها من قبل المعتقلين وهي لا تُفتح أبداً، ممّا يعيق دخول أشعّة الشمس إلى الزنازين إلّا عبر السقف الأعلى. وتتواجد هذه النوافذ الصغيرة في دورة المياه عادةً وأحياناً داخل الزنزانة وتطل على المجارير، ولذا فتحها مؤذٍ صحّيّاً للمعتقلين بقدر إغلاقها.

أما بالنسبة للعنابر والزنازين من حيث المساحة، فإن الزنزانة المخصّصة لمعتقلَين اثنين، يتم احتجاز أربع معتقلين فيها، تحديداً في المبنى 4 العنبر 4. والزنازين المخصّصة لستّة أسرّة، يوضع فيها 10 أسرّة أو 12. بينما الزنازين المخصّصة ل8 معتقلين، يحتجز فيها 14 معتقل، ينام بعضهم على الأرض. إلى درجة أنّه لو احتاج أحد المعتقلين أن يذهب إلى دورة المياه أثناء اللّيل، فإنّه قد يضطر أن يدوس برجليه على المعتقلين النائمين على الأرض لكي يصل إلى دورة المياه.

وفيما يتعلق بتوفر المياه للإستحمام، فقد كانت المياه تنقطع أحيانا بشكل متواصل لمدّة يوم كامل أو يومين. وفي بعض الأحيان انقطعت أيضاً مياه الشرب.

وفيما يتعلق بمياه الشرب، فإنه منذ يناير/كانون الثاني 2017 تمّ منع بيع مياه الشرب من الكانتين، وتمّ استبدالها بجهاز تحلية للمياه موضوع بجوار مياه قذرة، وهذا الجهاز لا يتم تنظيفه.

وفيما يتعلق بتعرّض السجناء لأشعّة الشمس من حيث الوقت المخصّص لهم، يسمح للمعتقلين بالتعرّض لأشعّة الشمس لمدّة ساعة واحدة في اليوم، وفي معظم الأحيان كان يتمّ إلغاء هذه الساعة خصوصاً يوم الجمعة وفي أي وقت لا يجد فيه عناصر الشرطة مزاجاً لإخراج المعتقلين من زنازينهم إلى الباحة للتشمّس، بل يفضّلون شرب الشاي عوضاً عن ذلك.

وأحياناً يتذرع عناصر الشرطة بأي أسباب غير منطقيّة لحرمان المعتقلين من التشمّس، مثل أن يقوم معتقل بمناداة شرطي من أجل أن يسأله عن أمر ما، فيُحرَم هذا المعتقل وكل المعتقلين معه من التشمّس بسبب طلب السؤال؛ ولذا قد يبقى المعتقلين لأيّام متواصلة في داخل زنازينهم الخالية من التهوئة الطبيعيّة ومن أشعّة الشمس.

كما يتعمّد أحيانا عناصر الشرطة السماح للمعتقلين بأن يخرجوا إلى الباحة للتشمّس عند الساعة ال2:00 من بعد الظهر في أيّام شهري يوليو وأغسطس، أي حينما تكون الحرارة مرتفعة جدّاً وأشعّة الشمس حادّة وغير محتملة، أو عند الساعة ال6:00 صباحاً في فصل الشتاء حين يكون البرد قارصاً والشمس في بداية شروقها وقد يكون الطقس في هذا الوقت ماطراً أحياناً.

وبعد أن تهطل الأمطار، يحرم المعتقلون من الخروج للتشمّس لمدّة أسبوع إلى شهر أحياناً، بحجّة أن مياه الأمطار قد تجمّعت في الباحة وسحبها يستغرق كل هذه المدّة.

بالنسبة لعيادة السجن، يأتي طبيب نفسي إلى عيادة السجن كل يوم أربعاء لا يفحص السجناء الذين يزورونه، بل يصف لهم الدواء دون فحص، والأدوية التي يصفها هي أنواع من الحبوب المخدِّرة التي لم يكن يتناولها المعتقلين السياسيّين، وباتوا يتناولونها. تأثير هذه الحبوب أنّها تجعل المعتقل ينام طول اليوم لساعات طويلة، ثمّ يستيقظ في اليوم التالي وقد “يتعارك”.

في الغالب يوضع جدول رسمي لزيارات العيادة، لا تتقيّد به إدارة السجن بل تستفيد منه فقط لعرضه على أي ضيف رسمي يزور السجن. وإذا زار أي معتقل مريض العيادة، فإنّ طبيب العيادة يبدي تململه منه ويصف له الأدوية دون فحصه.

كان في السابق يوجد طبيب أسنان في السجن كان ملقّباً ب”أبو خلع” لأنّه كان يلجأ دائماً إلى خلع الأضراس حتّى لو لم يحتاج لذلك، واليوم لا يوجد أي طبيب أسنان في العيادة.

وإذا طلب المعتقلون مواعيد لدى المستشفى العسكري، فإنّها لا تعطى لهم إلّا لبعد حوالي 6 أشهر، ثمّ بعد مرور 6 أشهر يتم تأجيلها لمدّة مماثلة بحجج مختلفة من أجل المماطلة مع المعتقلين ولأنّ أطبّاء المستشفى العسكري يتفادون معالجة المعتقلين، أي إنّه إذا أصيب أي معتقل بمرض مستعصٍ، فإنّه قد يبقى دون علاج.