تتابع المنظمات الحقوقية الراصدة للشأن الحقوقي في البحرين ومنها منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان بشكل حثيث حيثيات الاضراب عن الطعام منذ خمسة عشر يوماً الذي شرع به عدد من السجناء ومعتقلي الرأي في سجني جو و الحوض الجاف احتجاج على جملة من الانتهاكات وظروف السجن الصعبة التي يطالبون بإصلاحها وأهمها التوقف عن عقوبة العزل، توفير الرعاية الصحية بصورة منتظمة، السماح بممارسة الشعائر الدينية بصورة جماعية، و إزالة الحاجز الزجاجي أثناء زيارة العوائل .
هذا و تلقت منظمة سلام ببالغ القلق خبر معاقبة عدد من السجناء المضربين عن الطعام بعزلهم عن البقية، حيث تفيد المعلومات التي حصلنا عليها من داخل (سجن جو) أن إدارة السجن استدعت عدد من المضربين عن الطعام بإدعاء الحوار معهم ولكن بعد وصولهم الى مركز الإدارة تم تعذيبهم وتهديدهم وتم نقلهم الى سجن انفرادي يعزلهم عن بقية السجناء ومن بين هؤلاء صادق الغسرة ، حسن حماد، صلاح سعيد صالح، و محمد جمعة شملوه، وعدد آخر من السجناء لم نتمكن حتى الآن من توثيق أسمائهم. كما أن كل من عرف انه عبر برسالة صوتية عن حقيقة وضعه تعرض للانتقام والتهديد ولهذا السجناء صلاح سعيد صالح و محمد جمعة شملوه في الانفرادي، أما صادق الغيرة لا يعرف مكان نقله حتى اليوم!
الى جانب ذلك، ذكرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان – وهي مؤسسة حكومية غير مستقلة يعين أعضائها الملك – في بيان صادر عنها بتاريخ ٢٩/٢٠١٩ بانه “لا صحة لعزل نزلاء بسجن جو” وادعت متابعتها للوضع الصحي للمضربين عن الطعام، لكن الافادات الموثوقة تؤكد معاقبة إدارة سجن جو لعدد من المضربين عن الطعام ومحاولة إثنائهم عن الاضراب بالتعذيب والترهيب ومعاقبتهم بالسجن المنعزل عن بقية السجناء.
بررت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إجراءات العزل انها متوافقة مع القوانين الدولية للعزل ولكن معتقل الرأي محمد فخراوي استطاع توثيق إفادته الصوتية في الرد على المؤسسة الوطنية و إدارة التظلمات وذكر أنه و السجين عباس مال الله مسجونين في مبنى العزل رقم ٢ وهو مبنى خاص بقضايا المخدرات وفيه ما يقارب ٧٠٠ سجين جميعهم قضايا الاتجار بالمخدرات باستثناءه وزميله مال الله. المخالفة الثانية التي وثقها فخراوي ان مبنى العزل رقم ٢ بحسب التصنيف هو للمحكومين بالسجن عشر سنوات أو أقل ولكن فخراوي و مال الله احكامهم اكثر من ١٠ سنوات ويتواجد معهم في هذا المبنى سجناء مصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي، وجميع من في هذا المبنى يتعالجون من الامراض النفسية والاعصاب و يتعاطون المهدئات.
هذا وتفيد الاحصائيات انه بمعدل ٧ الى عشرة من السجناء يسقطون يومياً منذ ثلاثة أيام مضت على اثر إضرابهم عن الطعام ويتم نقلهم لعيادة سجن جو. لم تتمكن منظمة سلام حتى الآن من معرفة هل تم تغذيتهم قسراً عبر حقن الغذاء مباشرة الى مجرى الدم بالسوائل المغذية أو الجلوكوز أو الأملاح، وتعتبر هذه الطريقة كسر الإضراب عن الطعام قسراً ضد المعتقلين.
من الواضح جداً ان المؤسسات التي تعنى بالسجناء وهي: الأمانة العامة للتظلمات، مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين، وحدة التحقيق الخاصة، المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لا تحرك ساكناً، بل متواطئة وتتستر على الانتهاكات وتحاول تلميع صورة إدارةالسجون، على سبيل المثال خلص بيان الأمانة العامة للتظلمات في ٢٣ أغسطس ٢٠١٩ أن أسباب إعلان سجناء جو الاضراب عن الطعام لا تندرج ضمن حالات الشكاوى التي تختص الأمانة العامة للتظلمات بالنظر فيها!
إن منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان تدعو السلطات البحرينية الى حل ازمة الاضراب عن الطعام عبر تنفيذ مطالبهم المشروعة و تقف عند مسؤولياتها وتغيير نمط تعاطيها السلبي تجاه استمرار التجاوزات ضد معتقلي الرأي والمسجونين، فإن للإضراب عن الطعام له تداعيات خطيره على المستوى الدولي وعلى السلم الأهلي في حال سقوط ضحايا وموت سجناء نتيجة الاضراب عن الطعام، وتعنت إدارة السجون في عدم تلبية مطالبهم البسيطة والمشروعة والتي هي ضمن الحقوق الدنيا لمعاملة السجناء.
الى جانب ذلك تدعوا المنظمة الى الإفراج الفوري و الغير مشروط عن كافة سجناء الرأي، وتؤكد أن النشطاء وقيادات المعارضة هُم سجناء رأي و استمرار احتجازهم غير مُبرر. كما تحث المجتمع الدولي وخصوصاً الدول الحليفة للبحرين إلى بذل المساعي الجادةلتحقيق هذا الأمر.