البحرين: التسامح الديني في مرمى الانتهاك

تقرير يرصد الانتهاكات العاشورائية الفصلية لسنة ٢٠٢١م

طوال السنوات الماضية تم رصد وتوثيق التمييزالمؤسسي ضد المواطنين الشيعة في البحرين ومن ضمنها التمييز ضد حرياتهم الدينية، هذا التقرير يقتصر على رصد الانتهاكات التي حدثت في شهري محرم وصفر لهذا العام، وهما شهران يقيم فيهما المواطنين الشيعة مواكب عزاء ومجالس يقرأ فيها الخطباء احداث تاريخية مرتبطة بواقعة عاشوراء. سيتبين من هذا التقرير كيف تستخدم حكومة البحرين مؤسساتها مثل الأجهزة الأمنية ورجال الأمن ومراكز الشرطة وايضاً إدارة السجون من أجل قمع الحريات الدينية والتمييز ضد المواطنين في معتقداتهم، و كيف أن الإعلام لا يغطي الإنتهاكات الدينية ضدهم في البحرين.
دأبت السلطات البحرينية منذ عام 2011 إلى تحويل مناسبة عاشوراء – وكذلك عموم شهري محرم وصفر من التاريخ الهجري – لفرصة لممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق المواطنين الشيعة في البحرين عبر التضييق الممنهج على الشعائر الدينية. وقد تعددت أشكال الاستهداف الموسمي بحسب تعقد الأوضاع السياسية والحقوقية. من أشكال الانتهاكات في المواسم السابقة: التضييق الشديد على السجناء الذين يريدون ممارسة الشعائر الدينية، والتعدي على اليافطات ومظاهر عاشوراء ومنها «السواد»، واعتقال الخطباء والرواديد ومسؤولي الحسينات وإساءة معاملتهم، واستدعائهم للمراكز الأمنية للتحقيق معهم في محتوى خطاباتهم وقصائدهم العزائية، والاعتداء على مواكب العزاء بقنابل الغازات المسيلة للدموع أو الرصاص الانشطاري، ومحاولة منع الصلاة المركزية في ليلة عاشوراء في العاصمة، وصولا إلى التحقيق مع الخطباء حول الدعاء، أو تجريم رأي الخطباء حول وقائع تاريخية مرتبطة بتاريخ الإسلام وغيرها من أشكال المضايقات. من المهم الإشارة هنا إلى أنَّ مثل هذه التجاوزات هي نتاج قرار سياسي ومنهج عام للدولة وليست ضمن سلوك فردي.

 

تحميل / قراءة